أعراض التسمم باليورانيوم الناضب
بدأت مخاوف الآثار الصحية السيئة لليورانيوم الناضب منذ أيام حرب الخليج، حيث استخدم الجيش الأمريكي أيامها ما يزيد عن 315 طنًا من اليورانيوم الناضب! ومنذ ذلك الحين اشتكى أكثر من 100000 جندي أمريكي من مجموعة من الأعراض سُميت بأعراض حرب الخليج. هذا بخلاف ما حدث في العراق نفسها والذي سنذكره بعد قليل. ذلك بالإضافة إلى ظهور ما يسمى الآن بأعراض حرب البلقان ناهيك عن الوفيات التي حدثت بالفعل.
أما عن الأعراض المختلفة التي ظهرت سواء بعد حرب الخليج أو بعد حرب البلقان فهي: وقوع الشعر، تعفن الأسنان، التهابات المفاصل، ازدياد ظهور السرطانات خاصة سرطان الدم بمعدل زيادة تصل إلى 2.4 مرة، ازدياد ظهور العيوب الخلقية بين أطفال الجنود السابقين بنسب وصلت إلى 67% في إحدى الدراسات، أمراض الكلى وأمراض الجهاز العصبي.
أما المجند "راي بسترو" والذي كان متسابق ماراثون سابق، فقد أجريت له فحوصات لاكتشاف وجود اليورانيوم الناضب بعد تدهور حالته الصحية حتى أصبح قعيد الكرسي المتحرك، في أغلب الأحيان فإن الفحوص أكدت تعرض راي لمائة ضعف الحد المسموح به سنويا لأي فرد، وذلك بالرغم من بقائه مدة خدمته كاملة بالمملكة العربية السعودية وعدم دخوله العراق أو الكويت بتاتًا حيث تم إطلاق هذه القذائف!
أما الكولونيل "دوج روك" والذي بعثه الجيش الأمريكي إلى الخليج عام 1991 مع فريق يتضمن ثلاثين عضوًا متخصصًا في تنظيف البقايا المشعة، فقد أصبح جميع أعضاء الفريق تقريًبا مرضى، بالإضافة إلى وفاة ثلاثة منهم اثر إصابتهم بسرطان الرئة. أما دوج نفسه فقد أخبر بأن اليورانيوم كامن في جسمه بنسبة تزيد 5000 مرة عن الحد المسموح به.
يتوقع بعض المحللين أن الولايات المتحدة غير راغبة في الاعتراف بالآثار الناجمة عن استخدامها لليورانيوم الناضب لعدة أسباب. إذ إن قدرة اليورانيوم الناضب على الاختراق تفوق قدرة المواد الأخرى المستخدمة بـ 20% على الأقل. هذا بخلاف حصول الحكومة الأمريكية عليه مجانًا كمخلفات لعمليات تخصيب اليورانيوم. ثم إن الحكومة الأمريكية تخشى تعرضها للمطالبة بدفع تعويضات للمصابين بأمراض ناتجة عن استخدامها لهذه المادة.